35 - استكشاف المستشفى المهجور 4# - 93

الفصل 035 : استكشاف المستشفى المهجور 4# - 93.

---------------------------------------------------

ظل الثلاثة يجوبون الأماكن مجدداً لمرات أخرى حتى يتأكدوا من عدم وجود أي أرقام أخرى، لكنهم لم يجدوا شيئاً سوى الأرقام السابقة. حينها توجهوا مباشرة نحو مكتب المدير حيث لم يبحثوا فيها مرتين قبل أن يذهبوا إلى جناح الأمراض المعدية.

دخلوا وكل واحد منهم ذهب إلى نفس أماكن بحثهم سابقاً، (جودي) و(لورين) حول الغرفة و(أورين) جالس على الحاسوب ليبحث فيه. قبل ذلك تأكدوا بأن الرقم الأول الذي وجدوه مرسوماً على الكتاب هو الرقم 3 بالأبيض، ثم انتشروا في الغرفة للبحث. ولكن قبل أن يقوموا بأي شيء تحدثت (لورين) إلى (أورين) الذي كان جالسا على المكتب، فقالت له:

"أعتقد بأني وجدتها... استدر وأنظر ورائك."

كانت توجد خلف المكتب، لوحة فنية تبدو قديمة جدا معلقة على الجدار. فبينما كان (أورين) يقوم من مكانه وهو يقول:

"ماذا؟ لوحة فنية؟"

فصاح متفاجئا عندما رآى الرقم المرسوم عليها:

"يا إلاهي. بصرك ممتاز يا (لورين)! ... لدينا هنا 8! .. ثـ-ثمانية رمادية؟ هذا رمادي، أليس كذلك؟"

تلك اللوحة الفنية التي على الرغم من أنه رآها عند دخولهم إلى الغرفة لأول مرة، لكنه لم يلاحظ وجود رقم مرسوم عليها.

أجابت (جودي): "يبدو لي ذلك رقما رمادياً."

حينها تأكد (أورين) والبقية جيداً من أن ذلك هو الرقم المتبقي الرقم 8 باللون الرمادي. لذا فهم قد وجدو رقمين في نفس الغرفة 3 بالأبيض، و8 بالرمادي. وهنا أصبح الرمز المطلوب كاملاً ومكتملاً وجاهزاً للإدخال في لوحة التحكم تلك. ليصبح الرمز بالترتيب الصحيح على هذا الشكل (4 8 0 2 3).

في تلك اللحظة نظر الثلاثة إلى بعضهم البعض نظرة تأكيد، وأخدوا يركضون مباشرة نحو الوجهة الأخيرة ألا وهو جناح الأمراض المعدية، حيث تتواجد لوحة التحكم التي وبسببها كانوا يبحثون عن الأرقام حتى يستطيعوا فتح الباب الحديدي الصدئ الخاص بالقبو كما تم ذكره في مذكرات (ليليث).

وصلوا أخيرا إلى هناك وتقدم (أورين) نحو لوحة التحكم ومد يديه بينما يحاول تذكر الرمز بالترتيب الصحيح ثم بدأ يدخله ببطئ وتأنّي، وكان صوت الضغط على الأزرار مرتفعاً. حتى اللحظة التي أدخل فيها الرقم الأخير، سُمِع صوت تأكيد سماح المرور صادرا من الباب. حينها تواجهوا مع الباب واقتربوا منه. فصاحت (جودي) بفرح وابتسام وهي تصفق بيديها بشكل لطيف:

"إنه يعمل! لقد فعلناها!"

وفجأة...

"آهاهاههاهاهاهاهاهاهههاهاههاهاهاهاه أجل! ... لـ-لقد فعلتم ذلك!"

في تلك اللحظة أطلق شخص ما ضحكة مجنونة، وكان مصدر الضحكة خلفهم مباشرة. فحين سمعوا ذلك الصوت الغريب، شعروا بقشعريرة تسري في جسدهم وحرارة شديدة وتَعَرّق سريع.

فاستداروا سريعاً وخطوا خطوات إلى الخلف بسرعة، ليجدوا شخصاً عاري الصدر والقدمين ويرتدي فقط سروالا بنيّاً، وكان على وجهه جروح ودم وكان شعره طويلاً، لقد كان هو ذلك الشخص الذي تبعهم منذ البداية، الذي كان وراء (أورين) عندما انطفأ له المصباح. وكان (أورين) خائفاً وبدأ يلعن الوضع في خاطره.

فقال لهم ذلك الرجل وهو يتحدث بشكل مريب وغريب:

"أ-أنتم حللتم اللغز! لغز (93)!"

حاول (أورين) أن يهدّئ من روعه، لأنه رأى بأن ذلك الرجل يبدو كشخص متشرد ولا يبدو مؤذياً، فسأله بحرص:

"أهمم... مـ-من أنت؟"

فرد عليه الرجل الغريب وكان يطيل بعض الأحيان في نطقه للحروف:

"مــن؟ أنــــا~؟ أنا (93)! أجل، أنا. لقد قلت إسمي للتو، أجـــل~..."

استغرب (أورين) وسأله سؤالاً آخر:

"هل أنت من رسم تلك الأرقام؟"

رد عليه (93) وكان يتحدث عن نفسه بصيغة الغائب:

"أجـــــــــــل! (93) من قام بذلك!"

سأله (أورين) مجدداً بارتباك:

"أنت... هل أنت من قتلت تلك المرأة التي تحمل وشماً في ذراعها؟"

اتسعت حدقتا عينا (93) وهو ينظر إلى (أورين) نظرة الشخص البريء، فاهتاجت مشاعره قليلاً وقال مدافعاً عن نفسه:

"لا~. (93) لم يفعل شيئاً كهذا. (93) لم يقتلها. لا، لا. السيدة الرمادية من فعلت ذلك. أجـــل~...."

تساءلت (جودي) بصوت متقطع بينما تبلع ريقها من الخوف :

"الـ-السيدة الرمادية؟"

حينها نظر إليها (93) واقترب منها بشكل غريب وقال لها:

"أجـــل~! السيدة الرمادية، أجل. لقد كانت تؤذينا. هل تعرفينها؟"

كانت (جودي) تقف في مكانها لكن نصفها العلوي يحاول قدر المستطاع الإبتعاد عن وجه (93) القريب جدا منها، وعليها ملامح الخوف، فردت عليه وهي خائفة من أن تتحرك:

"لـ-لا..."

حينها ابتسم (93) ابتسامة بريئة جداً، وقال لها:

"لا؟ لا. لا تعرفينها. لا يجب عليك ذلك. إنها سيئة. أجل. كانت لتؤذيك. أنتِ صغيرة جداً، أجــل~."

ظلت (جودي) قوية، ولم تتحرك من مكانها بعد أن لم تشعر بأي نية أذى من (93)، فقالت له:

"هـ....هل السيدة الرمادية هنا؟"

رد عليها (93):

"أجـــــل!~ إنها هنا. إنها محبوسة. في قبوها الخاص، أجل. (93) من قام بحبسها. لأنها كانت شريرة. وقُمت بتغيير الرمز، أجـــل!~ والآن فهي لن تستطيع الخروج، لا، لا... خبأت الرمز. قمت بإنشاء اللغز! أجــــل!~ وأنتم حللتم اللغز! هل أعجبكم لغزي؟" ثم ابتسم وكان يبدو متشوقا لسماع جوابهم.

فردت عليه (جودي): "... أ-أجل. كثيراً."

ثم قال لها بعد أن غمرته سعادة بالغة: "أجـــل!~ لقد فعلتِها! أنتِ شخص صغير وجيد، أجـــل~."

حينها ابتعدت (جودي) وهي تبتسم في وجهه حتى لا تجعله يشعر بأنه شخص مخيف، فأمال رأسه ليبدأ بالنظر إليهم جميعاً ببراءة شخص يبدو مخيفاً في نظرهم، ثم تقدم إليه (أورين) وقال له:

"حسنا (93)... نحن... نحن نريد الذهاب إلى القبو. هناك... شيء نحتاجه يوجد هناك."

ثم أدار (93) رأسه مرة أخرى إلى جهة أخرى، ثم قال:

"القبو؟ أجـــل!~ بالطبع. ولكن كُن حذراً، السيدة الرمادية سوف تكون غاضبة! فهي ظلت محبوسة هناك لوقت طويــــــــل جداً، أجــل~..."

تراجع الثلاثة حينها متوجهين نحو الباب، فقال له (أورين):

"حسنا... سنكون حذرين. شكرا لك (93)."

رفع (93) يده وكان يلوح بها إليهم بسعادة وقال لهم:

"أجــل~، شكرا لك، أجل... أنتم الثلاثة استمتعوا، أجــل!~ مع السلامة!"

ثم عاد راكضا بطريقة غريبة إلى المكان الذي جاء منه

.

حينها كان الثلاثة ينظرون إلى بعضهم من شدة الصدمة ومن غرابة ما حدث معهم للتو.

"واو..."

لورين: "الأشياء الفضيعة التي فعلوها لذلك الرجل المسكين حتى انتهى به الأمر بذلك الحال..."

"إنه شخص لطيف على أية حال. أتساءل عما إذا كنا سنراه مرة أخرى."

ثم استداروا جميعاً وتقدموا أكثر أمام الباب حتى بدأوا يشمون رائحة صدأ الباب الحديدي الكريهة. فأكمل (أورين) قائلاً:

"على كل حال، تبقى لنا تحدٍ واحد لنكمله. لا توجد عودة إلى الوراء بعد هذا."

قاموا بفتح باب القبو ودخلوا بحذر، ثم أغلقوا وراءهم الباب. حينها توقف صوت العاصفة وكان كل ما يسمعونه هناك فقط أصوات قطرات الماء الباردة وأصوات جذران المجاري وما عدى ذلك يوجد فقط صمت صاخب.

كانت أمامهم سلالم خشبية قديمة جداً، تقودهم نحو باب يوجد بالأسفل والذي يبدو مظلما للغاية ما عدا وجود مصباح فوقه ينير فقط السلالم بنوره الخافت، أما داخله فلا يظهر شيء نهائياً.

كان صوت بلعهم لريقهم مسموع بوضوح وسط ذلك الصمت، فنظر عليهما (أورين) وقال لهما هامسا:

"حسنا، (ليليث) هنا، كما هو المكون س.ت.م.ج أيضاً. يجب علينا أن نكون حذرين للغاية."

ثم نظر إلى (لورين) وربّت على كتفها وقال لها:

"(لورين)، ابقِ المسدس قريبا منك."

فردت عليه: "حسنا!"

ثم نظر نحو (جودي) وقال لها: "هل لديكِ رذاذ فقدان الذاكرة جاهزًا؟"

فأجابته: "نعم!"

ونظر أخيراً إليهما معاً ويديه على كتفيهما وقال: "حسنا..." وأومأ لهما.

ثم استدار وبقي واقفاً لوهلة. ثم ليبدأ يخطو على الدرجات الخشبية التي بدأت تطلق صريراً قوياً، فنزلوا جميعاً وكانوا ينظرون إلى المصباح المضيء الموجود فوق المدخل وكانت الحشرات منجذبة إليه بالرغم من أن نوره خافت، فوجّه مصباحه اليدوي نحو الأمام ثم بدأ يتمشى بكل حذر مباشرة.

دخلوا ببطئ شديد والفتاتان تحدقان في كل مكان حولهما بينما (أورين) يتقدم أمامهما، فعدل إعدادات مصباحه حتى ينير مساحة أكبر.

كان الغرفة قذرة أيضاً ومليئة بالأزبال والصناديق الخشبية والكرتونية والحديدية أيضاً التي تشبه الأقفاص الصغيرة، وكان أكثر شيء لمحوه في ركنية الغرفة هما حاويتان متصلتان بأنابيب كبيرة وأسلاك صغيرة، وكانتا فوق منصة خشبية سميكة وطويلة. ووجدو أيضاً باباً آخر أبيض اللون ولكن نصفه يغطيه الصدأ. فتساءل (أورين) بعد أن رآهما:

"أتساءل ماذا يوجد في تلك الحاويات؟"

حينها صاحت (لورين) بعد أن استدار ووجدها بعيدة عنه قليلاً فقالت له:

"(أورين)! تعال إلى هنا! أعتقد بأن هذا هو الطريق!"

تحرك (أورين) و(جودي) نحو المكان التي كانت تشير إليه (لورين)، فقد كان مدخلا ليس له باب وكانت هناك لافتة على الجدار بجانبه بها عبارتين، *

منطقة محظورة

* وكانت وسط مستطيل أحمر، ثم تحتها مباشرة مكتوب *

الموظفين المصرح لهم فقط

* التي كانت خارج المستطيل الأحمر، واللافتة مليئة بالأوساخ والقذارة.

فقال (أورين) بعد أن رأى ذلك: "هممم... منطقة محظورة. هذا مثير للإهتمام..."

لم تجرؤ الفتاتان على الدخول إلى هناك أولاً، لكن (أورين) الذي لا يفكر في العواقب دخل مباشرة وحينها تبعته الفتاتان خلفه. وبعد أن دخلوا الغرفة صاحت (جودي) قائلة وهي تشير بيدها نحو مكان ما بالغرفة:

"أنظروا، هناك مصعد كهربائي!"

كان هناك في يسار أحد جدران الغرفة مصعد كهربائي بابه مفتوح قليلاً وكان يوجد زر واحد فقط معلق على الجدار بجانب الباب والضوء الأصفر المنبثق منه ينطفئ ويشتعل لوحده وكأن هناك خللاً به. فقالت (لورين) معلِّقة على ما تراه:

"يبدو بأن الباب عالق."

وقال (أورين) أيضاً: "أعتقد بأنني أستطيع الدخول إلى هناك."

فلم يتردد وانزلق بجسده الرشيق ببطئ من خلال فتحة الباب الضيقة ودخل بنجاح، كان داخل المصعد كل شيء أبيضاً ومليئاً بالخدوش التي بدت واضحة. فاستدار حتى يقوم بفحص لوحة تحكم المصعد، حتى انقبض وجهه وكانت الفتاتان تطلان عليه من تلك الفتحة الضيقة وقد رأوا وجهه بذلك الشكل فقال وبدا بأنه منزعج قليلاً:

"يا رجل، لا بد أنكم تمزحون معي!"

استغربت الفتاتان مما قاله (أورين) وسألاه في نفس الوقت: "ماذا هناك؟"

رد (أورين) متذمراً: "هناك 6 طوابق! هذا المكان اللعين ضخم!"

قالت له (لورين) ببرود وهي غير مكترثة بما قاله للتو ..بينما تنظر إلى أرضية المصعد التي يقف عليها:

"يجب عليك أن تخرج من هناك... الأرضية تبدو وكأنها على وشك أن تتصدع."

وبينما كان (أورين) يحدِر رأسه لِكي يرى أرضية المصعد، قال لها: "لا تقلقي، عليّ أن..."

ولم يكمل كلامه حتى رأى تشققات خطيرة وشعر حينها بأن الأرضية تبدو هشة للغاية فقال بصوت مستسلم: "اللعنة..."

ثم صدر منها أصوات تشققات أرعبت قلوب الثلاثة، وخصوصا (أورين) الذي كان ضحية لها. بعد ثوانٍ فقط انهارت الأرضية وصوت إنهيارها المرعب، فسقط (أورين) معها على طول المساحة الخالية الموجودة تحت المصعد، وصوت الحطام يُسمع بشدة مع صوت ارتطام وسقوط شيء ثقيل وحيّ والذي كان هو جسد (أورين).

بعد أن سقط كل شيء، لم يُسمع بعد ذلك أيُّ صوتٍ آخر، وكان صمتاً مخيفاً للفتاتين اللتان كانتا خافتين وهما ينظران إلى بعضهما البعض وقلبهما يضرب بشدة، في تلك اللحظة ظهر الذعر على (جودي) فقالت وهي على وشك البكاء:

"(أورين)! يا إلاهي! إنه ميت!"

تساءلت (لورين) بوجه مذعور أيضاً، والتي كانت تتنفس بصعوبة وهي غير مصدقة لذلك: "مـ-مــــــاذا؟!"

فصاحت جودي بشدة والدموع تنهمر من عينيها: "إنه مَـــــــــــــيِّـــــــــــتْ!!!!"

يتبع..

2022/02/03 · 97 مشاهدة · 1632 كلمة
نادي الروايات - 2024